للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

و (سحنون) لقب له، واسمه عبد السلام.

سمعت بعض مشايخ أهل الحديث، يحكى عن بعض شيوخ أفريقية، أنه قال: سمى (سحنون) باسم طائر حديد، لحدته في المسائل.

قال أبو العرب التميمى: وله أخ يقال له حبيب، أسن منه، سمع من ابن الأصم، وابن فروخ، وكان ثقة صالحا، روى عنه أخوه.

وقد جمع الناس أخبار سحنون مفردة ومضافة، وممن ألف فيها تأليفا معروفا أبو العرب التميمى ومحمد بن حارث القروى.

[ذكر طلبه ورحلته]

أخذ سحنون العلم بالقيروان عن مشايخها: أبي خارجة، وبهلول، وعلى بن زياد، وابن أبي حسان، وابن غانم، وابن أشرس، وابن أبي كريمة، وأخيه حبيب، ومعاوية الصمادحى، وأبي زياد الرعيني.

ورحل في طلب العلم أول سنة ثمان وثمانين ومائة، فيما قاله أبو العرب وابن حارث.

وقال ابنه: خرج إلى مصر أول سنة ثمان وسبعين (٧١)، في حياة مالك ومات مالك وهو ابن ثمانية عشر عاما، أو تسعة عشرة وكانت رحلته إلى ابن زياد بتونس وقت رحلة ابن بكير إلى مالك.

قال سحنون: كنت عند ابن القاسم، وجوابات ما لك ترد عليه. فقيل له: فما منعك من السماع منه؟

قال: قلة الدراهم.

وقال مرة أخرى: لحى الله الفقر، فلولاه لأدركت مالكا.

فإن صح هذا، فله رحلتان، وإلا فما قال ابنه أصح، فإنه سمع ممن مات قبل ثمان وثمانين من المدنيين بها، كابن نافع، توفى سنة ست


(٧١) ك، ط: ثمان وسبعين -، أ، ثمان وتسعين - ويبدو أن ما أثبتناه هو الصواب كما يدل على ذلك ما يأتي من كلام القاضي عياض .