وتكلم فيه أبو عمران الفاسي، ومسلمة بن قاسم. قال أبو عمران، وقال مسلمة: أخذ كتب ابن قادم القروي الحنفي، ونسبها الى نفسه، وحملت عنه. وحدث بطرابلس عن ابن الأعرابي، بتاريخ ابن معين ولم يسمعه. وقال أبو محمد بن قون: كان ابن عيشون، فقيه عصره، من الحفاظ. كذلك قال لي وهب بن مسرة. وهو مشهور. وألف حديث مالك. قال ابن طاهر: كان محمد بن عيشون، عالماً متقدماً فقيهاً حافظاً لمذهب مالك، عالماً بالفتيا من أهل الصلاح والخير. متقللاً من الدنيا، ثقة. ألف مسنداً في الحديث، وكتاب الإملاق، واختصر المدونة. إلا الكتب المختلطة منها. وكان يقول الشعر. وكان أُسر وافتدى، وأطلقه النصراني، الذي كان عنده، ليجمع فداه مع موكل به. فعرض أمره على أهل طليطلة، فلم يجتمع له فداه. وعزم على الرجوع الى مولاه النصراني، إذ كان عاهده على ذلك. وقيل له اقصد رجلاً كان بينه وبينه شيء، فامتنع. ثم أدته الحال الى ذلك. فدفع إليه فديته، وقبضها الموكل. وأنشد من شعره:
حلفت على أن لا أردّ هدية ... ولا أنفع المهدى بشيء مدى الدهر
إذا ما صديق جاءني بهدية ... قبلت وعجّلت المثوبة بالشّكر
وإن جاء يوماً آخرٌ بهدية ... لحاجته كانت أضرّ من الكفر