للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ذكر مكانه من العلم والثناء عليه وفضائله]

قال القاضي أبو الأصبغ عيسى بن سهل - وذكره كان إمامًا جليلا، متصرفًا في كل باب من أبواب العلم، أحد الفقهاء بالأندلس، حافظًا نظارًا، مستنبطًا بصيرًا بالأحكام والعقود، معه كان أكثر المتفقهين، وصحبته طويلا، ورويت عنه كثيرًا، وأجاز لي جميع ما رواه.

وذكره أبو علي الغساني المحافظ شيخنا فقال: كان من جلة الفقهاء، وأحد العلماء الأثبات، وممن عني بسماع الحديث، دهره وتقدم في المعرفة بالأحكام وعقد الشروط وعللها.

بذ [١] في ذلك أقرانه؛ وكان على سنن أهل الفضل، جزل الرأي [٢]، حصيف العقل، على منهاج السلف المتقدم. وقال الفقيه أبو مروان بن مالك - وقد رأي له كلامًا استحسنه -: لو كان هذا الكلام لأحد من المتقدمين لعد من فضائله.

وذكر [٣] غيره أنه كان متواضعًا، يتصرف راجلا، ويحمل خبزه إلى الفرن بنفسه، ويتولى شراء حوائجه، ويحملها إلى داره بنفسه؛ فإذا لقيه من يكبره من طلبته وغيرهم، وسأله أن يكفيه مؤونتها وحملها، قال له: لا أفعل، الذي يأكلها يحملها؛ وهو مع


[١] بذ: ط ن، قال: ا.
[٢] جزل الرأى: ط ن، واجزل الرأى: ا.
[٣] وذكر: ا ن، وذكره: ط.