الله نناجيه، وسيكفينا أمره من كنا بين يديه، ما كنا لننصرف لنصر، وندع ما كان أولى بنا.
ودخل سعيد بن حسان على يحيى بن يحيى، فتعجل له الإذن، وكانت زوجة يحيى حاضرة، فدخلت جنة البيت (١٢٢)، وتركت نعلها في البيت، وكانت زينته بالدر والياقوت، وكانت من المياسير جدا، فلما رآهما سعيد أنكر ذلك جدا، ووبخه، وقال له: هذا من السرف الذي يسأل عنه.
وكان متورعا في فتياه، وتوفى سنة ست وثلاثين ومائتين، بعد يحيى بعامين.
وسيأتي ذكر ابنه.
[حارث بن أبي سعيد]
مولى الأمير عبد الرحمان بن معاوية: قال ابن الفرضى، يكنى أبا عمرو، واسم أبي سعيد "سابق".
رحل فسمع من ابن القاسم، وابن كنانة، وغيرهما من المدنيين والمصريين.
كان يفتى في آخر أيام الحكم بن هشام، وهو جد بني حارث بقرطبة.
وولى الشرطة الصغرى، وهو أول من وليها بالأندلس، فلم يزل عليها إلى أن توفى.
(٢٨٩) قال ابن أبي دليم: وعليه مدار * الفتيا في عصره.
قال أحمد بن سعيد: هو من أهل العلم والفتيا.
قال ابن حارث: واستفتاه ابن بشير.
وتوفى حارث، سنة اثنتين وعشرين ومائتين، فيما قاله أحمد بن عبد البر.
(١٢٢) ك، م: فدخلت جنة البيت، ط: بياض مكان كلمة (جنة) - أ: غير واضحة - والجنة بالفتح هي الحديقة ذات الشجر، والجنة بضم الجيم هي الستر.