وعمر عن شماله، وأنت بين يديه، وفى المسجد قناديل تزهر أحسن شيء وأشدها ضياء، إذ خفت منها قنديل فانطفأ، فقال لك رسول الله ﷺ: قم يا عبد الله، أوقده، فأوقدته، ثم آخر كذلك، ثم أقمت أياما فرأيت القناديل كلها همت أن تطفأ، فقال أبو بكر: يا رسول الله، أترى هذه القناديل؟ فقال ﷺ: هذا عمل عبد الله، يريد يطفئها؛
فبكى ابن وهب، وقال له الرجل: جئت لأبشرك، ولو علمت أنه يغمك لم آتك.
فقال: خير، هذه رؤيا وعظت بها، ظننت أن العبادة أفضل من نشر العلم.
فترك كثيرًا من عمله للعلم، وحبس نفسه لهم يقرأون عليه ويسألونه.
[ذكر مذهبه في الرواية]
قال ابن وهب: كل شيء في كتبى: (كتب الى مالك) فقد سمعته منه. وكانت له منه خاصة.
قال ابن وهب: سألت مالكا أن يخلينى في شيء يعرضه لى، ففعل، فأنا عنده أقرأ عليه، اذ استأذن عليه عبد الصمد الهاشمى والى المدينة، فسأله ما سألته، فأبى وقال: قد أرادني الخليفة على هذا فلم أجبه، فقلت في نفسى: كيف لم يحتج عليه بي.
قال ابن وهب: كنت بين يدى مالك أكتب، فأقيمت الصلاة - وفى رواية: فأذن المؤذن - وبين يديه كتب منشورة، فبادرت الى جمعها، فقال لى: على رسلك، فليس ما تقوم اليه بأفضل مما أنت فيه، اذا صحت فيه النية.