قال الحارث: جمع ابن وهب الفقه والرواية والعبادة، وكان امامًا، ورزق من العلماء محبة، وحظوة من مالك وغيره، وما أتيته قط الا وأنا أفيد منه خيرًا.
قال أبو زيد بن أبي الغمر: سمعت ابن وهب يقول: حججت أربعا وعشرين حجة، ألقى فيها مالكا، قال أبو زيد: وكنا نسمي ابن وهب ديوان العلم.
قال حرملة: رأيت كتاب مالك الى ابن وهب مفتى مصر.
قالوا: وما من أحد الا زجره مالك، الا ابن وهب، فانه كان يعظمه ويحبه.
وكان ابن القاسم يقول: لو مات ابن عيينة، لضربت الى ابن وهب أكباد الابل * ما دون أحد العلم تدوينه.
قال يونس: ما رأيت أبا الحسن الأسكندراني قال لابن وهب قط، الا: يا عم، ولقد كانت المشيخة اذا رأت ابن وهب خضعت له.
قال أبو الطاهر: وقيل لابن وهب في المسائل الجدد، فقال: أدع أنا المسائل القدم التي قرأناها عليه وهو نشيط لها، حتى انه ربما محى لى الشيء يكمه من كتابي؟
قال ابن أخيه: كنت معه بالأسكندرية مرابطًا، فاجتمع الناس عليه يسألونه نشر العلم، فقال لى: هذا بلد عبادة، وقلما أمهد لنفسى فيه مع شغل الناس؛
فترك الجلوس لهم في الأوقات التى كان يجلس، وأقبل على العبادة والحراسة، فبعد يومين أتاه انسان فأخبره أنه رأى نفسه في مسجد عظيم، نحو المسجد الحرام، والنبي ﷺ فيه، وأبو بكر عن يمينه،