وقال أسلم بن عبد العزيز: قال لي محمد بن عبد الحكم: أتيت بكتب حسنة الخط تدعى المستخرجة، من وضع صاحبكم العتبى، فرأيت جلها كذوبا (٣٠٨)، ومسائل لا أصول لها، ومما قد أسقط وطرح، وشواذ من مسائل المجالس لم يوافق عليها أصحابها، فخشيت أن أموت فتوجد في تركتى، فوهبتها لرجل يقرأ فيها.
وقال أحمد بن خالد: قلت لابن لبابة: أنت تقرأ هذه المستخرجة للناس، وأنت تعلم من باطنها ما تعلم؟
فقال: إنما أقرأها لمن أعرف أنه يعرف خطأها من صوابها.
وكان أحمد ينكر على ابن لبابة قراءتها للناس شديدا.
وذكر أبو محمد بن حزم الظاهرى المستخرجة فقال: لها بأفريقية القدر العالي والطيران الحثيث.
وتوفى العتبى في نصف ربيع الأول، وقيل الآخر سنة خمس، وقيل أربع، وخمسين ومائتين.
[إبراهيم بن حسين بن عاصم]
تقدم نسبه عند ذكر أبيه، ثقفى، قرطبي، يكنى أبا إسحاق.
سمع من أبيه وغيره.
ورحل فسمع بالمشرق من جماعة.
قال ابن أبي دليم. وكان من أهل الفقه.
وتصرف السلطان في أحكام الشرطة والسوق أيام الأمير محمد، فغلب على أهل الشر، وقتل وصلب كثيرا بلا مشاورة سلطان ولا فقيه، قصد بذلك التشديد على الجماعة، لما كثر من تطاول أهل الشر، وكثر
(٣٠٨) "فرأيت جلها كذوبا" هكذا وردت هذه العبارة في جميع النسخ الخطية التي بين أيدينا.