ومات سليمان بن عمران، في أيامه، فتندم، فصلى عليه. فيقال إن ابن طالب ما زاد في صلاته عليه أن قال:" ربّنا وسِعْتَ كل شيء رحمةً وعِلماً " الآية. وقال ابن اللباد: جاء رسول الأمير ابراهيم، الى ابن اللباد، فلقيه خارجاً من المسجد. فقال له: يأمرك الأمير أن تصلي على سليمان بن عمران. فوقف متفكراً ثم قال: نفعل. قال ابن اللباد: ثم عطف ابن طالب عليّ، وقال ظلمني والله ابن عمران، وحبسني، أفترى أن صلاتي عليه، إجلالاً له؟ والله لا أفعل. ماذا أقول عليه من الدعاء. وقد ظلمني. وكان معه قرآن، وإسلام. أقول عليه: اللهم انفعه بالإسلام. أقول هذا مرة. وأقول هذا مرة. قال ابن أبي الوليد: وأتيت ابن طالب تلك العشية. فقال لي: مات ابن عمران. لقد بلغني أنه كان يقول: إني لا أحب أن أموت في عزي، ونحو هذا الكلام، على النكير منه عليه. إنما العز لمن كان معه القرآن والعلم. هذا العزيز. وأما من كان معه عز السلطان، فليس بعزيز في داره. فكان يجهر بالقراءة بترتيل. وكذلك التسبيح حتى يسمعه من يليه في الصف الآخر. وصلى على جنازة بعض أصحابه، فأطال عليهم القيام، جداً مجتهداً في الدعاء، حتى ملّ الناس من طول قيامه.