قال محمد بن عبد الله الرعينى: لما سرت إلى الغزو إلى صفاقس مع سحنون، فتح لنا مطمورة شعير، لعلف دوابنا، فما كنا نأخذ منها بكيل، سماحة منه في ذات الله.
قال غيره: وفدى سحنون يومئذ أسارى المسلمين، وظن أن الأمير يعطيه ما فداهم به، وأخذ سحنون الأموال التي فداهم بها سلفا، فلما قدم على الأمير أبى أن يعطيه الفداء، فألزم سحنون الأسارى ما فدوا به، وقال لهم: قد كنتم عبيدا للعدو، ولا تملكون من أموالكم شيئا، ولا تأمنون الفتنة على دينكم، فمن أعطى تركته، ومن أبي حبسته.
قال أبو داود القطان: باع سحنون زيتونا له بنحو ثلاثمائة دينار، ودفع ذلك إلى، فكان يبعث إلى البطائق، يتصدق من ذلك المال، إلى أن نفذ، فأتيته بتلك البطائق ليحاسبني عليها، فقال لي: أبقى من المال شيء؟ فقلت: لا.
فرمى البطائق ولم يحاسبني، وقال: إذا فرغ المال فلم أحاسبك؟
* * *
قال حمديس: ماتت لأبي خادم ثمنها ثمانية وعشرون دينارا، فعرض على سحنون ثمنها لأشترى منه لأبي خادما، فقلت: أنا عن هذا غنى.
وحكى المالكي، عن الجزرى، قال: بينما أنا عند سحنون، إذ أتاه رجل فسأله عن مسألتين أو ثلاثة، ثم قال: ما اليوم؟ وما غد؟ وما بعد غد؟