للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومروءة، ذا معرفة في المعرفة والنزاهة والفقه، قلده المظفر [١] قضاء طليطلة وأعمالها - كارهًا، فحكم بين أهلها مقسطًا، وأقام بها مستعفيًا - إلى أن وافاه الصرف بعد حول، فخرج منها مبادرًا على بغله الذي جاء عليه بأخف من خروجه الذي جاء به، ما أبدل في ولايته شكالا لبغله، فضلا عن غيره؛ ولا اقتبس من طليطلى نارًا، فأبكى أهل طليطلة فراقه؛ ثم ولي الشورى صدر الفتنة، ثم خرج عنها فارًا من الفتنة، فهلك ببلده في رجب سنة إحدى وأربعمائة.

أبو محمد عبد الله بن (١) أحمد بن قند (٢)

المعروف بالطليطلي، قرطبي، من أكابر أصحاب الأصيلي، لازمه وصاحبه للمناظرة والسماع، كان [٢] من أهل البراعة في الفقه، والحديث، والافتنان في ضروب من العلوم، والتحقق منها بعلم العربية [٣] واللغة؛ مع سرو وعفة ومروءة؛ وولى الأحكام بقرطبة، وخطط بالوزارة. وولى قضاء بجانة والبيرة، وكان متقعرًا في كلامه، له في ذلك نوادر محفوظة مستطرفة؛ من ذلك رسالته إلى البربر المشهورة، واخترم قبل أقرانه؛ ففقد


[١] المظفر: ط ن، المطرف: ا، وهو تحريف.
[٢] كان: أ. وكان. ط ن.
[٣] العربية: ا ط، الغريب: ن.