وجسرت فقلت: وأنتم أيضا مختلفون في البارى تعالى، وذكرت له مقالاتهم.
فقال لي في بعض كلامه: خرج رجل فأظلته سحابة، فنظر فيها فعمى، وكان فيها عيسى.
فقلت: وهذا أيضا من أعجب العجب، أن أقام عيسى بين الناس مدة ينظرون إليه وينظر إليهم، ويكلمهم، فلم يعم من نظر إليه، فلما تباعد عمى من نظر إليه.
فسكت، وتكلم معى في غير هذا أيضا، فرأيت أنه نظر في شيء من الكلام لم يحسنه، وذهب به العجب مذهبه، وكان صحبه رجل من معتزلة البصرة طرق له شيئا من الكلام هوسه (٨٣٢).
* * *
[أبو بكر محمد بن سليمان بن أبي الشريف]
واسمه إبراهيم بن عبد الله بن المهلب، القضاعي، الحوتكي، الحرسى، وقد ذكرناه.
وأبو بكر هذا من فقهاء المالكية بالفسطاط، والمدرسين في جامعه.
يروى عن محمد بن مكى الخولاني، وعن أبي الحسن بن تدمير.
روى عنه أبو القاسم الجوهرى، ويحيى بن عابد، وأبو الحسن القابسى.
وذكر أبو القاسم بن أبي زيد المصرى في تاريخه: أن أبا بكر هذا، هو الذي حج بالناس سنة ست وثلاثين وثلاثمائة، باجتماع من حضر الموسم، لفتنة كانت، لفتنة كانت بالموسم، فصلى بالناس في مسجد إبراهيم.