بين أيديهما راوٍ مجيد لتبييض ما يودانه، فكان ابن المكوى أولاً يقدم القرشي لنسبه ويقدم اسمه عليه فيما يتكلمان فيه فيقول: قال محمد حتى وقع بينهما شيء فأنف أبو عمر من تقديم اسمه عليه لسنّه وعلمه فجعل يقدم نفسه فيما يكتب ويملي، وعارضه الآخر بمثل ذلك وأنكر الحكم اختلافهما في ذلك بحجة تقديم القرشي لنسبه. وأقرّ قاضيه - ابن السليم - بإصلاح بينهما وجمعهما على ما أمر به، فصلحت حالهما، فلما تم الكتاب سُرّ به ووصل كل واحد منهما بألف دينار ومنديل بكسوة، وقدمهما الى الشورى.
[وفاته رضي الله عنه]
واخترم المعيطي قبل أقرانه، فكانت وفاته في ذي القعدة سنة سبع وستين وثلاثماية، وأبوه عبيد الله حي وهو الذي صلى عليه، وسنّه نيف على الأربعين سنة، مولده سنة سبع وعشرين في صفر منها، وكان له ابن يسمى عبد الله ويكنى بأبي مروان، قال ابن حيان: كان حافظاً عالماً ورعاً فاضلاً عظيم الصدقة