للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يسألونه الدعاء، ويسلمون عليه، حتى كاد يموت لكثرة ازدحامهم عليه. فألزم نفسه ألا يخرج من داره. فلزمها حتى مات.

[فصول من كلامه في الرقة والعلم]

قال بعضهم: سمعته يقول: إن طال عمرك فجعت بأحبابك. وإن قصر فجعت بنفسك. قال عتيق بن ابراهيم: لما وقعت مسألة الإيمان، واختلف فيها الفقهاء، قلت لأبي الحسن: إيش مذهبك في ذلك، نتبعك؟ فقال: إنا إذا وقفنا بين يدي الله، لم يسألنا الله عن هذه المسألة. إيش أنتم مؤمنون عنده، وإلا عندكم؟ إن كنتم عقلاء فاسكتوا عنها. قال أبو الحسن الدباغ: لما نهبت تونس، سرت الى عبد الرحمن الورقة، صاحب سحنون، فقلت له: ما ترى في البيع والشراء من أهل الأسواق؟ فقال لي: أقصد أهل العفاف. قال أبو الحسن: وبلغني أنه لما دخلت غنائم تونس القيروان، سأل رجل البهلول، وشقران عن ذلك. فقالا له: اشترِ من أوسط أهل السوق، ودع المعروفين بالشر، ومن لا يرجع عن هذه الغنائم. قال عبد الرحمن بن محمد: فسألت أبا الحسن عن ذلك. فقال: أقصد أهل العفاف. فليس فيهم اليوم كأهل ذلك الزمان. ثم قال: من قنع بعباة وأكل الشعير في هذا الوقت، فقد طاب عيشه، وتخلص. ومن كان مثلنا غرق. لانا لا نستبد من البيع والشراء والأسواق. وسألته: هل تقطع لغيرك بالإيمان عند الله؟ فقال: لا. إلا أني أقول له: إن كان

<<  <  ج: ص:  >  >>