قال أبو جعفر الطبري: لما ولى يوسف بن يعقوب المظالم، أمر أن ينادى: من كانت له مظلمة قبل الأمير الناصر أو أحد من الناس فليحضر.
وتقدم الإذن إلى صاحب الشرطة ألا يطلق أحدا من السجن، إلا من رأى إطلاقه، بعد أن تعرض عليه قصصهم.
[بقية أخباره]
قال ابن الطيب مؤدب المعتضد: حضرت يومًا في مجلس يوسف بن يعقوب، مع أصحاب الحديث، فدخل عليه مؤنس، صاحب شرطة بغداد، وكان جبارا غاشما، من كبار خدم المعتضد والمكتفى، فقصد إلى سرير يوسف، فلم يقم له، فسلم عليه مؤنس وهو قائم، فأومأ إليه يوسف فأجلسه بين يديه.
وكان مع مؤنس ابنه، فأومأ إليه يوسف بالجلوس، فمنعه أبوه، فلم يزل قائما متكئا على سيفه إلى أن قضى حديثه مع يوسف، ثم انصرف.
ولما أشار المعتضد بلعن معاوية وآله على منابره، وكتب في ذلك كتابا انتخب له من الكتاب الذي كان أنشأه المأمون حين عزم على ذلك، فلم يزل القاضي يوسف يتردد ويسعى في رد ذلك، حتى ترك الأمر بذلك، وانصرف عنه.
وذكر أبو جعفر الطبرى: أن يوسف مضى في ذلك إلى المعتضد، وقال له: إني أخاف أن تضطرب العامة عند سماعه.
فقال: إن تحركت وضعت سيفي.
فقال له: فما تصنع بالطالبيين، وهم في كل ناحية يخرجون، ويميل إليهم الكثير من الناس، وفى هذا الكتاب اطراؤهم والتفجع لما نيل منهم أو كيف قال - فإذا سمعه الناس زادوا فيهم تشيعا، وكانوا أثبت حجة.
فأمسك المعتضد عما هم به، فعد الناس هذه من مناقب آل حماد، وبخاصة يوسف بن يعقرب.