بمقربة جامع قرطبة. وكان يعرف بلسان أهل الأندلس القديم، بابن تارك الفرس. سمع من يحيى بن يحيى، ورحل الى المشرق قديماً، فأدرك ابن كتانة وابن الماجشون. ومطرف بن عبد الله ونظرائهم، من المدنيين. ولقي بمكة أبا عبد الرحمن المقرئ صاحب ابن عيينة، وبمصر أصبغ بن الفرج. وروى عنه محمد بن لبابة. وسعيد بن خمير، وسعيد بن عثمان الأعناقي، وأبو صالح، ومحمد بن سعيد بن الملوّن، ومحمد بن فطيس، وأبو صالح، وغيرهم. وله في سؤاله المدنيين ثمانية كتب، تعرف بالثمانية، مشهورة. وكان عنده حديث كثير. والأغلب عليه الفقه، وكان متقدماً في الشورى، وقد شوّر في حياة يحيى بن يحيى، وهو فتى. قال أحمد بن حزم: كان ابن لبابة والأعناقي يصفانه بالعلم والفقه، والثقة. وذكر الحميدي أنه قال في كنيته: أبو يزيد. وأراه مصحفاً لأن بنيه الى اليوم يعرفون ببني أبي زيد. ودربه بقرب الجامع بقرطبة. يعرف بدرب أبي زيد. وتوفي سنة ثمان وخمسين. وقيل في جمادى الآخرة، سنة تسع وخمسين ومائتين.
[ومن نسله محمد بن محمد، يكنى بأبي الوليد]
ولي خطة الردّ. كان قليل العلم، توفي سنة ست وثلاثين وثلاثمائة.
[وابنه عبد الله بن محمد بن محمد أبو محمد]
شاوره ابن أبي عيسى، تنويهاً ببيته. وكان قليل العلم أيضاً. وسمع وسمّع. وله رحلة.