للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال أبو عمرو: فلعمرى لقد لزم مالك ذلك، ولقد بلغني أن بعض الأمراء أحضره في جماعة فيهم ابن أبي ذئب، فأخرج إليهم قصة قرئت عليهم في رجل أقر على نفسه بالقتل عمدا، فقالوا بأجمعهم:

نرى عليه القتل، ويدفع إلى ولاة المقتول، فإن شاءوا قتلوا، أو عفوا.

ومالك ساكت. فقال له الأمير:

ما تقول يا أبا عبد الله؟

[قال: انظر.

وأطرق يفكر، وجعل الأمير يحركه للقول، وهو يقول: هو القتل، حتى انظر.

فقال القوم فيما بينهم: ما ينظر؟ أي شيء في هذا؟ فرفع رأسه وقال: أين القاتل المقر؟

فإذا حدث السن] (٢٨٢)، فقال:

منذ كم حبس؟

فقال: منذ كذا.

فإذا إقراره كان قبل أن يحتلم.

- * -

قال بعضهم: اجتمع مالك والأوزاعي فتناظرا، فجعل الأوزاعي يجر مالكا إلى المغازى والسير، فقوى عليه، فلما رأى مالك ذلك جره إلى غيرها من الفقه، فقوى فيه مالك عليه.


(٢٨٢) سقط من نسخة ك، من قوله: "قال: انظر، وأطرق يفكر" إلى قوله: "فإذا حدث السن".