الله الأمير يظن بنا سوء السريرة مع حسن العلانية، فما ظن ألأمير أعزه الله تعالى، بسريرة رجل قد فسدت علانيته، ورأى الناس ينظرون إلى قوم كساهم ألأمير ويستحسنون كسوتهم، فقال: إنهم ما أخذوا ذلك إلا ببخس من الثمن. يعني أنهم بذلوا فيها دينهم. حدث عنه يحيى، وروى ابن وهب عن مالك عن أبي هند، قال: وجدت الصمت اشد من الكلام. قال يحيى بن يحيى: سمعت ان أبي هند يقول: ما هبت أحداً هيبة عبد الرحمان بن معاوية، حتى حججت فدخلت على مالك فهبته هيبة شديدة فصغرت هيبة ابن معاوية. قال: وكان له ابن شيخ لم يملك من مال أبيه شيئاً، فقال له يا أبت، هب لي من مالك شيئاً. فقال: وهل استأثرت عنك منه بشي؟ تركب وتلبس وتأكل كما أفعل أنا. فقال: إن تسمي لي منه شيئاً. فقال يمنعني من ذلك أ، هـ يقال ينتقص من عقل الرجل بقدر ما ينتقص من ماله. قال أحمد: وتوفي سعيد ابن أبي هند صدر أيام عد الرحمان بن معاوية قبل موت مالك بكثير.