من أهل قرطبة أبو زكرياء. ويقال أبو بكر شامي الأصل كبير من فقهاء قرطبة. سمع من سفيان الثوري ومالك بن أنس وروى عنه مالك، حكاية عن سفيان الثوري أن الطلح المنضود هو الموز. وقال: أخبرني بذلك عن سفيان يحيى بن مضر فقيه ألأندلس، وروى عنه عبد الله بن وهب ويحيى بن يحيى قبل رحلته، وكان عالماً متقناً صاحب رأي. قال يحيى بن يحيى لبعض الكبراء، وقال له: أن الأمير أجابني أن يجلس لي الفقهاء فيما حكم به علي بن بشير ويجلسك معهم، فقال له يحيى: عليكم إن كنتم لا بد فاعلين بشيخنا يحيى بن مضر، وطلبه أمير المؤمنين الحكم بن هشام ابن عبد الرحمان بن معاوية بن عبد الملك بن مروان، فيمن طلبه بسبب المهدي، ممن أراد القيام عليه وخلعه، سنة تسع وثمانين ومائة وكانوا قد أنكروا على أميرهم أموراً كثيرة، من انهماكه في لذاته وفي ذلك. فأرادوا خلعه وكانوا عدة من أعيان الفقهاء وأكابر العلماء والصلحاء وأكابر الناس وبياضهم ولقوا فتى من بني عمه، عزموا على القيام معه