فقال ما فقدت عقلي. فقال له ابن عبدوس: فما استحييت أن تقطع صلاة فريضة، غير مغلوب. وكان سحنون استكتبه في جملة من استكتب لأول ولايته. فكتب مدة. ثم أنكر في الديوان أمراً، من فعل غيره. فاعتزل عن الكتابة، وحلف لا أكتبها. فأعفاه سحنون. ويقال بل هرب الى سوسة. وكان صاحب كشف الشهود لسحنون.
[ذكر ما يحكى عنه في مسألة الإيمان رحمه الله]
ذكر المالكي، أنه لم يكن في أصحاب سحنون أفقه من ابنه، ومن ابن عبدوس. وكان الناس بينهما طائفتين: المحمدية يعني السحنونية، والعبدوسية. كل طائفة تتعصب لصاحبها. ولما وقعت مسألة الاستثناء في الإيمان، حكي عن ابن عبدوس فيها شيء. فشنع عليه. فكان أصحاب ابن سحنون يسمون العبدوسية: بالشكوكية. وحكى أبو الحسن القابسي: أن رجلاً ضرب عليه باب داره، فسأله عن المسألة. فقال ابن عبدوس: أنا مؤمن. فقال: عند الله؟ فقال: قد قلت لك. فأما عند الله فلا أدري، بن يختم لي. فبصق الرجل في وجه محمد بن عبدوس، فعمي الرجل لوقته. والذي صح عن ابن عبدوس أنه قال: أدين بأني مؤمن عند الله في وقتي هذا. ولا أدري ما يختم لي به. وقال أحمد بن أبي سليمان: قلت له: الناس يتكلمون فيك، وزعموا أنك تشك في نفسك، وتقول: لا أدري، وأرجو أن أكون مؤمناً، إن شاء الله.