للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المومنين، فهو يقول لك: جزاك الله خيرا عن الدين، وعن أمير المومنين، وعن جماعة المسلمين، فإذا أتممت فامض إليه - راشدا، فقد أمرت أن أبقى معك - مذكرا.

فقال له: أنا أضعف عن المشي إلى باب السدة، والركوب - لشيختي -[١] صعب علي، وباب الصناعة يقرب الي [٢]. فإن رأى أمير المومنين أن يأمر بفتحه لأدخل منه، هون علي المشي، فإنه [٣] ذلك إليه - وتعود.

فمضى الفتى، ثم رجع بعد حين، فقال يا فقيه، قد أجابك أمير المومنين إلى ما سألت، ومن الباب خرجت.

وجلس الخصي جانبا حتى أكمل أبو إبراهيم مجلسه أفسح ما كان، غير منزعج، وقام إلى داره، فأصلح من شأنه، ومشى إليه، وقضى حاجته من لقائه، فلما انصرف أعيد غلق [٤] الباب كما كان.

وذكر ابن مظاهر [٥] أن الخليفة الحكم استفتاه في غلبة نفسه على وطء [٦] بعض جواريه في رمضان، فأفتاه أصحابه [٧] بالإطعام - على اختيار مالك، فقال هو: لا أدرى [٨] إلا الصيام، فإنما أمر مالك بالإطعام لمن له مال، وأمير المومنين لا مال له. إنما هو مال المسلمين. فأخذ بقوله.

وهذه الحكاية لا تصح جملة، لأن أمير المومنين في وقته ممن كان لا يغلب على هذا، وممن كان يدعى لنفسه من الأموال المتملكة كثيرا، وممن كان


[١] لشيختي، م، لشيخي، أط.
[٢] إلى: أ ط. على: م.
[٣] فإنه: أ ط. فإن، م.
[٤] غلق، أ ط، اغلاق، م.
[٥] ابن مظاهر أن، ط م، أن مظاهر بن أ.
[٦] على وطء، أط، في وطء. م.
[٧] أصحابه: أط. بعض أصحابه - بزيادة بعض): م.
[٨] اكدى: ط م أرى، أ.