فقد قدره ابنه، وعنه ابن الخطيب، والمقري، بخمسة أسفار.
وهناك ظواهر يلحظها القارئ لنسخ هذا الكتاب الخطية، تلح في إيجاد تفسير لها، يمكن إجمالها فيما يلى:
١ - اختلاف النسخ في عدد أجزاء الكتاب، ونعنى الإجزاء التي نظن أن المؤلف جزّء إليها كتابه، وهى أجزاء يدل الموجود منها على أنه كان يبتديء كل جزء منها بالبسملَة والتصلية، وينهيه بالتنصيص على نهاية الجزء.
ولم تلتزم النسخ التي يبدنا - بصورة دائمة - النص على بداية كل جزء ونهايته على الصورة التي ذكرناها، بل تركته أكثر مما عنيت بذكره.
٢ - كثرة الفروق بين النسخ في الكلمات والجمل بلغت حدًا يدعو إلى البحث عن الوجه فيه؛ بل وصل الأمر فيها في بعض الأحيان إلى أن كانت لكل نسخة روايتها التي لا تشارك فيها غيرها من النسخ.
٣ - الاختلاف بين النسخ في ترتيب التراجم، تقديما وتأخيرًا.
٤ - تكرار التراجم، بحيث ترد ترجمة الشخص الواحد في مكانين.
وهي مظاهر لا أن يكون وراءها ما أنتجها.
وقد اتفقت المصادر المعتد بها في ترجمة عياض - على أنه لم يسمع كتاب "ترتيب المدارك" في حياته لأحد من الناس، وهى إشارة فيها - فيما نظن - التفسير لهذه الاختلافات؛ فهي على كل حال تعنى