للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- كط -

أن الكتاب لم يقرأه الناس على مؤلفه فتتحدّد عند قراءته - بصورة علنية ونهائية - أجزاؤه، وتتحد - بشكل جماعي - النّسَخ المسموعة منه على متن واحد، وعلى ترتيب واحد، وتحذف منه التراجم المتكررة.

لم يسمع الكتاب، بل ظل في مسوَّدة المؤلف، (٧٨) إلى أن تداولته أيادي النساخ، فأخرجوه من المسوَّدة باجتهادهم.

ووصف خط عياض عند الحديث على مسوَّدة "مشارق الأنوار" من تأليفه، فقيل: إنه "في أنهَى درجات التثبيج (٧٩) والإدماج والإشكال وإهمال الحروف (٨٠) ".

وهي صفات وسعت المجال للاجتهاد، فولدت المظاهر التي سبق الحديث عنها.

ومهما كان الأمر فقد حدث الاختلاف، وكان له أثره في عملنا في نشر الكتاب؛ فقد أرغمنا، إزاء ذلك، أن نستكثر من النسخ بغية الوصول - أو المقاربة - إلى درجة الاطمئنان.

وكان علينا أن نختار من الفروق ما تتحقق دلالته على معنى صحيح، غير أنا آثارنا أن نضع بين يدي القارئ كلَّ، أو جُلَّ، الفروق ليكون له أن يختار، إذا وجب عليه أن يختار، ولم نجتهد إلا في اختيار النص الذي أثبتناه، فهو - حسب اجتهادنا - النص المرجّح، وما وُضع من


(٧٨) كانت هذه المسودة التي بخط المؤلف عند التباهي، وقد أشار إليها مرات في "المرتبة العليا".
(٧٩) التثبيج: التعمية وعدم البيان في الخط.
(٨٠) الديباج ٢٩٢.