فسمع من أبي إسحاق الدينوري، وغير واحد. وكان عدة شيوخه ستين شيخاً. وانصرف فبقي بمصر والقيروان مستكثراً من مشائخه، متفقهاً عندهم في الحديث والمذهب. وورد الأندلس، فلازم الأصيلي، وارتفعت طبقته في العلم، وولاه السلطان خطة الوثائق والشورى والقضاء، بغير جهة، كإشبيلية وبجانة. ولحقت فتنة البربر، فلحق بالثغر، فوليَ هناك قضاء تطيلة، ثم استوطن سرقسطة، حتى مات بها. وذكر ابنه القاضي أبو عمر، فقال: كان له علم بالفقه والحديث والعبارة للرؤيا، روى عنه الطرابلسي وابن الحصار، قال أبو عبد اللهالخولاني: كان من أهل العناية بالعلم، متقدماً في الفهم والنّبل، وكان من النقاد يشبه المتقدمين في حذقهم وسيرهم. وألف شرحاً في الموطأ سماه كتاب الاستنباط لمعاني السّنن والأحكام، من أحاديث الموطأ، ثمانين جزءاً، وكتاب التعريف برجال الموطأ، أربعة أسفار، وكتاب البشرى في عبارة الرؤيا، وهو شرح كتاب الكرماني، خمسة عشر جزءاً، وكتاب الأنباء على أسماء الله تعالى. وكتاب الخطب والخطباء. قال ابنه أبو عمرو: ما حدثت عندنا حادثة إلا وقد أنذر بها أبي، حسبما دلت عليه الرؤيا. فنجدها كما قال.