للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واختصر مسند بقى ابن مخلد، وكتاب التفسير له، وهو المبتدئ بتأليف كتاب الاستيعاب لأقوال مالك مجردة، دون أقوال أصحابه، الذى تممه أبو عمر بن المكوى، وأبو بكر المعيطى.

وكان أبو محمد الباجى يوثقه ويثني عليه.

قال أحمد بن سعيد: كان من أهل المروءة والعلم والتقى، معي هدى حسن، وسمت عجيب، لم أر مثله وقارا، وحلما، وسعة فهم في الحديث ومعانيه، وقد كتب عنه بالمشرق.

توفى فى ذى الحجة سنة ثمان عشرة، ويقال سنة تسع عشرة وثلاثمائة.

* * *

أيوب بن سليمان بن حكم (٦٧٥)

ابن عبد الله بن بلكايش بن اليان، القوطى أبو سليمان قرطبى، شهر بها.

وجده اليان القوطى، صاحب سبتة، آخر أيام ملك النصرانية الاندلس، فجرت له مع لذريق ملكهم قصة مشهورة، في غدره له في ابنة أحفظه اياها اليان، فسعى فى حتفه، وأقحم المسلمين عليه أرض الاندلس مع طارق بن زياد، فكان سبب فتح الاندلس على يده، ثم انتقل الى قرطبة، فأسلم ابنه بلكايش جد هؤلاء بها، وفيها كان نسله.

وكانت لأيوب (٦٧٦) هذا وجاهة بعلمه وأوليته، سمع بقى بن مخلد كثيرا، وصحبه قديما، ورحل فسمع من القاضي اسماعيل وغيره، وأدخل كتب العراقيين، وكان مائلا الى النظر والحجة، لايرى التقليد.

وتوفى فى شوال، سنة ست وعشرين وصلى عليه ابنه سليمان، وسيأتي ذكره.


(٦٧٥) ابن الفرضي ١: ١٠٤.
(٦٧٦) ا م: لابي ايوب - ط: لايوب.