فكتب الى صديق له: يستدعي منه نفقة. ويذكر إضاقته، فإذا به الثالث الذي عنده الصرة. فوجه بها إليه بختمها. فعرفها واستراب شأنها. فركب إليه ومعه الصرة. وسأله عن شأنها. فأخبره أنها وصلت إليه من صديقه فلان، بعدما استدعيت منه ما أنفقه. فلما وردت رقعتك عليّ آثرتك بها. فقال له: قم بنا إليه. فركبا جميعاً الى الثاني ومعهما الصرة. فتواصلوا الحديث. ثم فتحوها. فاقتسموها، أثلاثاً. قال يوسف والثلاثة: يعقوب بن شيبة، وأبو حسان الزيادي، وفلان، سماه. وقد تقدم شبه هذه القصة للواقدي، في أخباره. قال يعقوب: سألت أبا عمرو يعني الحارث بن مسكين عن المراكب في البحر. ينفق عليها السلطان ويجعل فيها ما يكفي، لمن يركب فيها، مما يأكلون الى أن يرجعوا، أترى للمطوعة أن يركبوها. فكأنه كره. ولم يعجبه. وسألته عن مبايعة الجند والسلطان. فكره ذلك للطعام والشراب وغير ذلك. وأن يجلب الى عسكرهم شيء. فقال ألا يخرجوا في غزو فأرجو أن لا يكون بمبايعتهم في جهتهم.