للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال بعضهم: كنت يوما في بيت الشبلي، فأخر العصر، ونظر إلى الشمس قد نزلت للغروب فقال: الصلاة يا سادتي، فقام وصلى، ثم أنشد متداعبا وهو يضحك، وقال: ما أحسن من قال:

نسيت اليوم من عشقى صلاتى … فلا أدرى غدائى من عشائي

بذكرك سيدى أكلى وشربي … ووجهك ان رأيت شفاء دائي

ورئى خارجا من المسجد في يوم عيد وهو يقول:

اذا ما كنت لي عيدا … فما أصنع بالعيد

جرى حبك في قلبي … كجرى الماء في العود

قال أبو بكر الرازي: سمعت الشبلي يقول:

ما أحوج الناس إلى سكرة

قلت: أى سكرة؟

قال: سكرة تغنيهم عن أنفسهم وأفعالهم، وأحوالهم.

وأنشد:

وتحسبنى حيا وانى لميت … وبعضى من الهجران يبكي على بعضى

وأنشد أيضا:

ومن أين لى أين واني كما ترى … أعيش بلا قلب وأسعى بلا قصد

***

[ذكر نكت من حكمه وفوائد]

سئل الشبلى عن الزهد، فقال: تحويل القلب من الأشياء الى رب الأشياء.