للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال أبو بكر الأبهرى: سمعته يقول مرة: من لم يراع أسراره مع الحق، لا تكشف عن عين الحقيقة ندره.

وسئل عن أعجب الأشياء فقال: عبد عرف ربه ثم عصاه.

وقال: التصوف ترويح القلب بمراوح الصفاء، وتجليل الخواطر بأروقة الوفاء، والتخلق بالسخاء، والبشر في اللقاء.

وقال التصوف حب الجليل، وبغض القليل، واتباع التنزيل، وخوف التحويل.

فقيل له: من الصوفى؟

قال: الذى لا يسأل، ولا يرد، ولا يدخر.

قيل: من الفقير؟

قال: الذي يأنس بالعدم، كما يأنس بالوحدة.

وقال أيضا: التصوف ضبط حواسك، ومراعاة أنفاسك.

وسئل عن الدنيا فقال: قدر يغلى، وحسن يبلى.

وسئل عن الاخلاص وترك التصنع فقال: هو ألا يكون لكلام غيره لافظا، ولا لغير ربه ملاحظا، ولا يرى لنفسه دون ربه حافظا.

وسئل عن الفتوة، فقال: فتوة أهل الدنيا أن يعطى الرجل قبل السؤال، ولا يرد بعد السؤال، وفتوة أهل الآخرة بأن لا يفعل ما يخشى عليه ملام الناس عند الرؤية في السر والعلانية.

وقال أيضا: الفتوة الصدق عند الامتحان، والرفق عند الجفاء، والبذل عند الفاقة.

وقال: الوفاء الاخلاص بالنطق، واستغراق السرائر بالصدق.

وسئل: ما يقمع الهوى؟

فقال: رياضات الطباع، وكشف القناع.