زياد وابن أشرس لأنهما لم يكونا بالقيروان كانا بتونس، مع مناظرة ابن غانم علي بن زياد وابن أشرس لأنهما لم يكونا بالقيروان كانا بتونس، مع مناظرة ابن غانم علي بن زياد. قال وكان البهلول بن راشد، يعظم ابن فروخ ويقلده فيما نزل من أمور الديانات ويذكر أنه ناظر زفر بن الهذيل في مجلس أبي حنيفة، فازدراه زفر للمغربية، فلم يزل به ابن فروخ حتى قطعه. فقال أبو حنيفة لزفر لا خفف الله ما بك.
[ذكر زهده وعبادته وورعه وقيامه بالحق]
قال ابن قادم: كان ابن فروخ كثير التجهد، وكان تهجده آخر الليل. وقال أحمد بن يزيد: كان عبد الله بن فروخ إذا أخذ الجند أعطياتهم أغلق حانوته، تلك الأيام حتى يذهب ما في أيديهم. قال ابن قادم: كان الناس يتبركون بصحبة ابن فروخ ويجلسون له على طريقه إذا خرج من داره، ويمشون معه، ويغتنمون منه موعظة، ودعوة، متى يأتي الجامع، فإذا وصل الجامع تشاغل بمسح رجليه خارج المسجد، وقال لمن معه: ادخلوا رحمكم الله. فلا يدخل حتى لا يبقى معه أحد. وحدث الاجدابي: إن روح بن حاتم أرسل إلى ابن فروخ ليوليه القضاء، فلما جاءه قال له: بلغني أنك ترى الخروج علينا.