طريقة متكلمي أهل السنّة، ومذهب الأشعري، ويبدّعه، فجاوبوه - فقهاء القيروان - وردوا عليه، وجاوبه أبو محمد بن أبي زيد رحمه الله، عن كتابه برسالة معروفة. ظهر فيها علمه وقوته في الكلام بالرد على أهل الأهواء. ونفى عن مالك وأصحابه جميع ما نسب إليه. وجعل يحتج على نقض قوله في القدر من كلام مالك البديع، في رسالته في القدر، الى ابن وهب رحمه الله تعالى. قال القاضي المؤلف أبو الفضل رضي الله عنه: وهذا الرجل غير معروف في المالكية، ولا معدود فيهم، وإنما تسمى بمذهب مالك لينفق بدعته عند العامة. فذكرناه تنبيهاً عليه، لا لنستكثر بمثله. أبعد الله مثله.
[عبد العزيز بن علي المقري المالكي، المصري]
من أصحاب أبي الذكر الفقيه بها. وممن عني بالفقه وعلم القرآن، وغلب عليه. وكان من المتصدرين لإقراء القرآن. وكان يقرئ في جامع عمرو. وقال: كنا نختلف الى أبي الذكر المالكي، عنده. ويجالسنا في ذلك كل يوم بعد صلاة الصبح الى الزوال. ومن الظهر الى العصر. فجلس إلينا مرة شاب. فكان يجيب في المسائل أحسن جواب. وجعل يختلف الى الحلقة زماناً، وعلى وجهه أثر صفرة. وكان من أحسن الناس وجهاً. وعليه ديبقتان، وطيلسان ونعل شراكه أسود. وكان لا يلبسها بشراك أسود