للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مالك، أثبت من ابن القاسم، وليس أحد من أصحاب مالك عندى مثله؛ قيل له: فأشهب؟

قال: ولا أشهب ولا غيره، هو عجب من العجب، الفضل، والزهد، وصحة الرواية، وحسن الدراية، وحسن الحديث، حديثه يشهد له.

وقال ابن وهب لأبي ثابث: ان أردت هذا الشأن، يعنى فقه مالك، فعليك بابن القاسم، فانه انفرد به وشغلنا بغيره؛

وبهذا الطريق رجح القاضي أبو محمد عبد الوهاب البغدادي مسائل المدونة، لرواية سحنون لها عن ابن القاسم، وانفراد (٣٥١) ابن القاسم بمالك، وطول صحبته له، وانه لم يخلط به غيره الا في شيء يسير، ثم كون سحنون أيضا مع ابن القاسم بهذه السبيل، مع ما كانا عليه من الفضل والعلم؛

قال يحيى بن يحيى: كان ابن القاسم أحدث أصحاب مالك بمصر سنا، وأحدثهم طلبا، وأعلمهم بعلم مالك وآمنهم عليه؛

قال ابن حارث: هو أفقه الناس بمذهب مالك. قال: وسمعنا الشيوخ يفضلون ابن القاسم على جميع أصحابه في علم البيوع. وقال له مالك: اتق الله وعليك بنشر هذا العلم.

قال أبو عبد الله بن أبي صفرة: لم يقعد الى مالك مثله، يعني ابن القاسم. قال: وكان الأصيلي يقول ذلك فيه.

قال الحرث بن مسكين: كان فى ابن القاسم الزهد، والعلم، والسخاء، والشجاعة، والاجابة؛


(٣٥١) في جميع النسخ التي بين أيدينا "وانفرد ابن القاسم" وكذلك في الديباج المذهب لابن فرحون ص ١٤٧ - والذى يقتضيه السياق "وانفراد ابن القاسم".