للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فرسٍ في سبيل الله، فاختلفتُ إليه أيامًا أسأله فيُحدّثني [١]، لعلّه يَدخلهُ فيهِ شَكّ أو معنى فأتركهُ [٢]، لأنه كان ممّن شغَله الزهد عن الحديث.

وقيل له: لم لم تكتب عن عطاء؟

قال أردت أن آخذَ عنه، وأردت أن أنظر إلى سَمته وأمرِه، فاتَّبَعْته حَتّى أتَى منبَر النّبي ، فمسح الفاشيةَ والدَّرجة السُّفلى يعنِي في المنبر، فَلم أكتُب عنه إذ ذاكَ؛ لأنه من [٣] فعل العامّة، والدرجةُ السُّفَلى والغَاشيةُ شيءٍ أصلَحه بَنو أميّة؛ فلما رأيتُه لا يفَرق بين مِنبر النّبي وغيرِه، ويفعَل فِعل العامَّة تركتُه.

وقد روَى مالكٌ عن رجل عنه، فلعلّه تَرَكه أولًا لِما رأَى منه ولم يَعرِف حقيقةَ ما كان عليه من الفضْل والعِلم، ولهذَا ما أراد النظَرَ إليه واختبارَه [٤]، فلما استبانَ له بعدَ ذلك حاله وعِلمُه [٥]، وقد فاتَه، أَخذ علمه عن غيره.

قال ابن عيينة: ما رأيتُ أحدًا أجودَ أخذًا للعلم من مَالك، وقال: رحِمَ الله مالكًا، ما كان أشدَّ انتقاده للرجال والعُلماء.

وقال ابن المديني:

لا أعلم أحدًا يقوم مقامَ مالك، في ذلك.

وقال أحمد بن صَالح، ما أَعَلم أحدًا أَشدَّ تَنقيًا للرجال والعُلماء من


[١] فيحدثني ب ت ك ط خ، فحدثني: ا
[٢] فأتركه: ا خ، فأترك: ب ت ط ك.
[٣] إذ ذاك لأنه من: ب ت ك ط خ، إذ ذاك من: ا
[٤] واختباره: ب ت ك ط خ، و اختاره: ١
[٥] علمه .. قال: ب ت ك ط خ، عنه وقال: ا.