للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعن مُطَرِّف عَنه: أدرَكتُ جماعة من أَهلِ الْمَدينَةِ ما أَخذتُ عنهم شيئًا من العلم، وإنّهم ليؤخَذ عنهم العلمُ، وكانوا أصنافًا، فمنهم من كان يَكذِب في حَديثه الناسَ ولا يكْذِب في علمِه، ومنهم من كان جاهلًا بما عندَه، ومنهم من كان يُزَنُّ برأي [١] سوه، فتركتُهم لذلك.

وفي رِواية ابن وَهب عنه: أدركتُ بهذه البلْدة أقوامًا لو استُسْقِي بهم المطر [٢] لسُقوا، قد سمعوا العلمَ والحديث كثيرًا، ما حَدَّثت عن أحد منهم [٣] شيئًا؛ لأنّهم كانوا ألزَموا أنفسَهم خوفَ اللهِ والزُّهدَ، وهَذا الشّأنُ، يعنى الحديثَ والفُتيَا، يحتاجُ إلى رجل معَه تُقى وورَعٌ وَصيانَةٌ وإتقَانٌ وعِلْم وفَهم، فيعلَم ما يَخرج من رأسِه وما يَصِل إليه [٤] غدًا، فأَما رجلٌ بلا إتقان ولا مَعرفة فلا ينتفَع به، ولا هو حُجّة، ولا يُؤخَذ عنه.

ورَوى عنه ابن كِنانة: رُبّما جلَس إلينا الشيخُ جُلِّ نهارِه مَا نأخذ عنه، ما (*) بِنا أَن نتّهِمه، ولكن لم يكُن من أهل الحديث.

قال مالك: وكُنّا نزْدحم عَلَى دَرَج ابن شِهاب حتى يَسْقط بعضُنَا على بعض، قال: وكانت عِندي صناديقُ من كتُبٍ ذهَبت، لو بقيت لكان أَحَبَّ إليّ من أهلى ومالى.

ورَوى بعضُهم عَنه أنه قال: كتبتُ يدي مائةَ ألفِ حديث.

قال مالك: أتيتُ زيدَ بن أسلَم فسمعتُ حديثَ عُمر [٥]: أنه حَمَل على


[١] يزن برأي: ا ت ك ط خ، يزن لرأي: ب
[٢] المطر: ب ت ط ك خ، القطر: أ
[٣] أحد منهم: ب ت ك ط خ، أحدهم: أ
[٤] يصل إليه: ب ت ك ط خ، ينقل إليه: ا
[٥] حديث عمر: ا ن ك ط خ، حديث ابن عمر: ب.