للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: أما تلك فنعم.

وقنع منه بذلك، وكتب به إلى المتوكل، وخلى عن الشيخ.

* * *

قال الكندى: وأمر الحارث بإخراج أصحاب الشافعي وأبي حنيفة، ومنع أصحاب أبي حنيفة من الجامع، وفض مجالسهم، وأمر بنزع حصرهم بين العمد، ومنع عامة المؤذنين من الأذان، ومنع قريشا والأنصار من طعمة رمضان، وعمر المساجد، وبنى سقاية (٥٥)، وحفر خليج الإسكندرية، ونهى عن تقبل المصائد، وأباحها، ونهى عن النداء على الجنائز (٥٦)، وضرب القراء الذين يقرأون بالالحان، وهو أول من ولى على مصاحف الجامع أمينا، وترك تلقى الولاة والسلام عليهم، ولاعن، وقتل ساحرين نصرانيين، وقتل نصرانيا سب النبي ، بعد أن جلده الحد، ونفى وحد من سب عائشة، ولم يكن في ولايته خلل، وهدم مسجدا كان بناه خراسانى بين القبور بناحية المقطب (٥٧) في الصحراء، وكان يجتمع فيه للقراءة والقصص والتعبير.

وبمثل هذا أفتى يحيى بن عمر في كل مسجد بني نائيا عن القرية حيث لا يصلى فيه أهل القرية، وإنما يصلى فيه من ينتابه.

وبذلك أفتى في مسجد السبت بالقيروان.

وبمثله أفتى أبو عمران بالمسجد الذي بني بجبل فاس.

* * *

وحمله أصحابه على النظر في أمر أبي بكر الأصم، القاضي قبله، وكانوا قد لعنوه لما عزل، ورموا حصره، وغسلوا من المسجد موضعه،


(٥٥) أ، ك: وبنى سقاية، ط: وبني سقائفه.
(٥٦) أ، ك، م: ونهى عن النداء على الجنائز - ط: ونهى عن القراءة على الجنائز.
(٥٧) ك: بناحية المقطب، وكذلك في الديباج ص ١٠٧ - أ: بناحية المنصب - وهي غير واضحة في نسختي ط، م.