قال سحنون: كان البهلول رجلاً صالحاً ولم يكن عنده من الفقه ما عند غيره، وإنما افتديت به في ترك السلام على أهل الأهواء.
[ذكر فضائل البهلول وعبادته وورعه]
وتواضعه وشمائله وبقية أخباره قال أبو إسحاق البرقي: قال البهلول بن عمر: ما رأيت أحداً أخشى لله من البهلول بن راشد. قال سحنون: كنا نختلف عند البهلول نتعلم منه السمت. قال غيره. دفع إلى البهلول كتاب ففضه. فإذا فيه: من امرأة من سمرقند من خرسان مجنت مجوناً لم يمجنه أحد إلا هي. ثم تابت إلى الله، وسألت عن العباد في أرضه، فوصف لها أربعة بهلول بإفريقية أحدهم، فسألتك بالله يا بهلول ألا دعوت الله في أن يديم لي ما فتح لي فيه. فسقط الكتاب من يده وخر على وجهه وجعل يبكي حتى لصق الكتاب بطين دموعه ثم قال: يا بهلول كان الذكر لرباح فلما مات، صار لبهلول. وما ذلك إلا من خبيئة كانت له.