وقال ابن سنان: صرف أبو نصر عن القضاء في جمادى الأولى، من هذه السنة. ثم رد الى الجانب الشرقي في شعبان منها. ثم عزلا جميعاً، في هذه السنة. وزعم القاضي أبو بكر بن الأخضر الداودي، في كتابه في أخبار أهل الظاهر: أن أبا نصر هذا انتقل آخراً عن مذهب مالك، الى مذهب داود. وتقدم فيه. وتمم كتاب الإيجاز لمحمد بن داود. رحمه الله تعالى. وأنشد الخطيب أبو بكر، لأبي نصر القاضي:
يا محنة الله كفي ... إن لم تكفي فخفّي
ما آنَ أن ترحمينا ... من طول هذا التشفي
ذهبت أطلب بختي ... وجدته قد توفي
ثورٌ ينالُ الثريا ... وعالم مستخفِ
الحمد لله شكراً ... على بقائه خفي
وتوفي يوم الأربعاء، لثمان خلون من ذي القعدة، سنة ست وخمسين وثلاثمائة. ومولده سنة خمس وثلاثين. رحمه الله تعالى.
[هارون بن ابراهيم بن حماد بن إسحاق بن اسماعيل بن حماد كنيته أبو بكر]
ولي قضاء مصر، سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة. وهو ببغداد. فكتب الى عبد الرحمن بن إسحاق بن محمد بن معمر الجوهري، والى محمد بن علي بن الحسن بن شعيب، المدايني. فتسلما ديوان القضاء وقرأ الجوهري كتاب عهده، بجامع مصر. وقد تضمن ولاية الصدقات، فسلماه الديوان. ثم أفرد الجوهري منهما، بالنظر، والحكم. وكان الجوهري عفيفاً عن أموال الناس، يذهب مذهب أبي حنيفة. فتولى ذلك