للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكلمة، متواضعا، وكان مع ذلك ذا غور ونكراء [١]، حدث وسمع منه كثيرا. وبخط الحكم أمير المؤمنين - وذكره فقال -: هو فقيه بمذهب مالك حافظه، مقدم، من أهل المعرفة بالحديث والرجال، له حظ من الأدب، لم يل القضاء بقرطبة أفقه منه ولا أعلم، إلا منذر بن سعيد، لكنه أرسخ في علم أهل المدينة من منذر.

قال ابن مفرج: كان ابن السليم راسخا في العلم مجتهدا في طلبه، عالما بالحديث والفقه.

قال غيره: جمع إلى الرواية الواسعة جودة استنباط الفقه والفتيا، والحذق في الفرائض [٢] والحساب، والتصرف في البلاغة والشعر، والافتنان في العلوم.

وذكره [٣] الحميدي أبو عبد الله في تاريخه: (٣٣٨) قال كان مع هيبته ورياسته - حسن العشرة، كريم النفس. وكان جماعة من كبراء العلماء بالأندلس (ممن) [٤] أدركوه قاضيا - كابن زرب، وأبى العباس الروقي - يقطعون على أنه لم يكن قط في قضاة الأندلس منذ دخلها الإسلام إلى وقته (قاض) [٥] أعلم منه. قال أبو محمد الباجي: ما رأيت في المحدثين مثله.

وله كتاب الوصل [٦] لما ليس في الموطأ، واختصار كتاب المدونة، وكتاب المروزي في الاختلاف، وكتاب الخمس في الحديث.


[١] ونكراء: أ. ونكر: ط م.
[٢] في الفرائض: أ. بالفرائض: ط م.
[٣] وذكر: أ. وذكره: ط م. العشرة: ط م. الجودة: أ.
[٤] (ممن): ط م - أ.
[٥] قاضي: ط م - أ.
[٦] الوصل: أ. التوصل: ط م. واختصار كتاب المدونة: ط م - أ.