للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحكى أبو بكر الخطيب أن الحسن بن عيسى بن ماسرجس (٦٤)، كان يجتاز وهو إذ ذاك على نصرانيته بابن المبارك، وكان الحسن من أحسن الناس وجهًا، فسأل عنه، فقيل له: هو نصراني.

فقال: اللهم ارزقه الإسلام؛

فاستجاب الله دعوته، وحسن إسلام الحسن، ورحل في طلب العلم، فكان أحد علماء (٦٥) الأمة، وممن رحل في طلب العلم والتسنن (٦٦) في الآفاق، وأخذ الناس عنه، مع ورع وعقل وثقة.

***

ومال إلى الدنيا رجل ممن كان يصحب ابن المبارك، وصحب السلطان، فلقيه يومًا فسلم عليه، فقال له يا أخي:

كل من الأرز والبر … ومن خبز الشعير

وأنا يا هذا هداك الله … عن دار الأمير

لا تزرها واجتنبها (٦٧) … إنها شرر مزور

تذهب الدين وتدنيك … من الحوب الكبير (٦٨)

فاستحيى الرجل، وترك مصاحبة السلطان، ورجع إلى صحبته.


(٦٤) في الخلاصة للخزرجي، ص ٨٠: الحسن بن عيسى بن ماسرجس بمهملات، الثانية ساكنة، بعدها جيم مكسورة، أسلم على يديه الخ - وقد ورد اسمه في نسخة أ، هكذا: الحسن بن عيسى بن محر سرجس - وورد في نسخ ك، ط، م:، هكذا: الحسن بن عيسى بن سرجس.
(٦٥) أ، م، ك: أحد علماء الأمة - ط: أحد فقهاء الأمة.
(٦٦) م، ك: والتسنن - أ، ط: والسنن.
(٦٧) ك، م، واجتنبها - أ، ط: واجتهد.
(٦٨) هذا البيت الأخير ساقط من نسختى أ، ط، وقد ورد في نسختي م، ك كما يلي: تذهب الدين وتدنيك من الحرب الكبير
ولعل الصواب كما أثبتناه "الحوب" أي الإثم.