وذكر ابن مغيث (٢٥٧) أن القاضى اسماعيل بن اسحاق ذكره له، فقال له فيه: الإمام ابن الإمام.
وذكر مرة ما ألفه العراقيون من الكتب، فقال له اسماعيل: عندنا من ألف فى مسائل الجهاد عشرين جزءًا، وهو محمد بن سحنون، يفخر بذلك على أهل العراق.
قال ابن حارث: كان من الحفاظ المتقدمين المناظرين المتصرفين، وكان كثير الكتب، غزير التأليف، له نحو من مائتى كتاب في فنون العلم.
ولما تصفح محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، كتابه وكتاب ابن عبدوس، قال في كتاب ابن عبدوس: هذا كتاب رجل أتى بعلم مالك على وجهه، وفى كتاب ابن سحنون: هذا كتاب رجل يسبح في العلم سبحا.
قال ابن الجزار: كان ابن سحنون امام عصره في مذهب أهل المدينة بالمغرب، جامعا لخلال تلما اجتمعت في غيره، من الفقه البارع، والعلم بالأثر والجدل والحديث، والذب عن مذهب أهل الحجاز *، سمحا بماله، كريمًا فى معاشرته، نفاعا للناس، مطاعا، جوادا بماله وجاهه، وجيها عند الملوك والعامة، جيد النظر في الملمات.
قال حمديس: جئت يومًا إلى محمد بن سحنون، فأخرج إلى كتاب الرجوع عن الشهادة، فقال لى: خط من هذا؟
قلت: خط سحنون.
وكان ابنا عبدوس أنكرا أن يكون لسحنون.
فقال الرجل: امض بالكتاب اليهما، ولا يمساه، وأرهما اياه ورقة ورقة، وقل لهما: خط ـ من هو؟