للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعمر بن يوسف، وابن أبي سليمان، ويحيى بن زكرياء الأموى، والمغامى، وغيرهم من شيوخ أفريقية.

ورحل فسمع في رحلته بمصر وجدة وغيرهما من جماعة، منهم إبراهيم بن جميل، ومحمد بن إبراهيم الديلى، وابن الأعرابي، وابن أبى مطر، وعبد الله بن حموية، ومحمد بن الحسين الطوسى، والحضرمي.

وغلب عليه الجمع والرواية، يقال: أكثر سماعه من ابن مسكين، إجازة.

قال أبو عبد الله الخراط: كان أبو محمد ورعا مسمتا خاشعا، رقيق القلب، غزير الدمعة، مهيبا في نفسه، لا يكاد ينطق أحد في مجلسه بغير الصواب، يشبه في أموره كلها ابن عمر، وحمديسا القطان، حسن التقييد، صحيح الكتب، وكانت كتبه كلها بخطه، وكان كثير التصنيف في أنواع العلوم، كثير الكتب.

قال القابسي: ترك أبو محمد هذا سبع قناطير كتبا بخطه "إلا كتابين، فكان لا يحتمل أن يراهما، لأنهما ليسا بخطه (٨٩٧) " فلما توفى رفع جميعها إلى سلطان الوقت، فأخذها ومنع الناس منها.

وذكر بعض أصحابه، أنه لما اشتد به المرض، قال له أصحابه: نخشى أن يأخذ السلطان كتبك. ويمنع الناس الانتفاع بها، فحبسها على المسلمين، واجعلها أثلاثا في ثلاثة مواضع.

ففعل ذلك، فلما كان من الغد، قال: لم أنم البارحة لما فقدت كتبي، فردوها على.

فردوا الثلثين، وتركوا الثلث الذي كان في دار أبي محمد بن أبي زيد.

فلما وصل إليه الثلثان مات، فقبض السلطان على ذلك، وسلم الثلث.


(٨٩٧) ما بين قوسين ساقط من نسخة م.