المؤذن، فقطع زياد حديثه وقال: معذرة إلى الأمير أصلحه الله، إنا كنا في حديث عارضه هذا المنادي إلى الله تعالى، ولا يجوز الإعراض عنه، فهو أحق بالإجابة، وإن اجتمعنا قدرنا على تتميم الحديث إن كانت بنا إليه حاجة، وسلم عليه، فدخل الجامع من باب القنطرة، واستقام الأمير إلى القصر.
***
قال يحيى: كان زياد واحد زمانه زهدًا وورعًا، وأتاه هشام ليلا في خاصته، فقرع عليه الباب فخرج فزعًا، ففتح له وسلم عليه، وسأله عن سبب مجيئه، فقال: طلب التفرد بك، وهذا مال طيب - وأشار إلى مال يحمله الفتى - أردت التزلف به فأتيتك به لتضعه حيث تراه؛
فقال له زياد: تجد من هو أقوم لك بذلك وأعرف بأهله، وسمى له قومًا من صلحاء الناس؛
فأبى هشام إلا إياه، فلم يقدر عليه، إلى أن حلف ألا يفعل، فاستحياه هشام، وخرج بماله وهو يقول: اللهم أعني على طاعتك بمثل هذا.
***
قال حبيب: كنا جلوسا عند زياد، فأتاه كتاب من بعض الملوك قد ميزه، فكتب فيه (١٧٩)، ثم طبع الكتاب ونفذ به الرسول، فقال زياد: أتدرون عما سأل صاحب هذا الكتاب؟ سأل عن كفتي ميزان الأعمال يوم القيامة، أمن ذهب هي أم من ورق، فكتبت إليه: حدثنا مالك عن ابن شهاب قال: قال رسول الله ﷺ: من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه، وسترد فتعلم.
***
(١٧٩) أ، ط: فأتاه كتاب من بعض الملوك قد ميزه، فكتب فيه … الخ - ك: فأتاه كتاب من بعض الملوك، فمدمدة، فكتب فيه. . الخ - م: فأتاه كتاب من بعض الملوك، فبعد مرة كتب فيه .. الخ.