فقلت: ليس من يقول هذا عندنا مسلماً. فجسرت فقلت: وأنتم أيضاً مختلفون في الباري تعالى. وذكرت له مقالاتهم. فقال لي في بعض كلامه خرج رجل فأظلته سحابة. فنظر فيها، فعمي. وكان فيها عيسى. فقلت: وهذا أيضاً من أعجب العجب. أن أقام عيسى بين الناس مدة، ينظرون إليه، وينظر إليهم، ويكلمهم، فلم يعمَ من ينظر إليه، ويكلمونه فلما تباعد، عمي من نظر إليه. فسكت. وتكلم معي في غير هذا أيضاً. فرأيت أنه نظر في شيء من الكلام لم يحسنه، وذهب به العجب مذهبه.
وكان صاحبه رجل من معتزلة البصرة، طرق له شيء من الكلام هوسه.
[أبو بكر محمد بن سليمان]
ابن أبي شريف. واسمه ابراهيم بن عبد الله المهلب. القضاعي الحويكي الحويسي. وقد ذكرناه. وأبو بكر هذا، من فقهاء المالكية بالفسطاط، والمدرسين في جامعه. يروى عن محمد بن مكي الخولاني، وعن أبي الحسن بن تدمير، روى عنه أبو القاسم الجوهري، ويحيى بن عابد، وأبو الحسن القابسي. وذكر أبو القاسم بن أبي يزيد في تاريخه: أن أبا بكر هذا، هو الذي حجّ بالناس سنة ست وثلاثين وثلاثمائة، باجتماع من حضر الموسم، لفتنة كانت بالموسم. فصلى بالناس في مسجد ابراهيم عليه السلام.