للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعرضها على حماس فاعتذر.

وعرضت على ابن مسكين فقال: ليس عندى كتب القضاء.

فقال الأمير: من يسمع الناس العلم يسمعهم القضاء.

ثم عرضها عليهم ثانية، فلما انتهى إلى عيسى بن مسكين، قال: قوموا. وحبسه فولاه القضاء.

قال يحيى بن عمر: كان يمن بن رزق (٣٩٣) يخرج بحضرتى من تحت حصير جلوسه دراهم لنفقته، بعد أن فتشته قبل أن يقعد عليه ولم أر تحته شيئا.

وكان يحيى جليلا في قلوب الناس، عظيما في أعينهم.

قال ابن اللباد: كان يحيى بن عمر من أهل الصيام والقيام، مجاب الدعوة، له براهين.

قال الحسن بن نصر: ما رأيت أهيب منه.

قيل له: فابن طالب؟

قال: كانت له هيبة القضاء.

وكان الكانشى يقول: ما رأيت مثل يحيى بن عمر، وما رأيت أحفظ منه، كأنما كانت الدواوين في صدره.

قال: واجتمعت بأربعين عالما، فما رأيت أهيب لله من يحيى بن عمر.

قال: وأنفق يحيى في طلب العلم ستة آلاف دينار.

قال الأبياني: ما رأيت مثل يحيى في علمه وورعه وكثرة دعائه وبكائه، وكان حريصا على أهل العلم، يحرض طالبه، ويشرفه، والوصف يقصر والله عن يحيى وفضله، وما يجهل أمره إلا جاهل.


(٣٩٣) ا: كان يمن بن رزق - ط: كان ابن زريق.