فاشتريت ثيابا ورداء، وجعلتهم عند صباغ، فإذا أتيت، لبست تلك الثياب، وجعلت ما على في حانوته، ومضيت إلى ابن السلام، فإذا انصرفت من عنده، رجعت إلى حانوت الصباغ، وكشفت ما على، ولبست ثيابى التي جئت بها، ورجعت إلى دارى.
فقال لى رجل: أراك تلازم وتسمع ولا تكتب!
فقلت له: والداى رغباني عن هذا الأمر والمعونة عليه، ولم يمكناني من شيء.
فقال: أعطيك جلدًا تكتبه لنفسك، وتكتب لى آخر.
فرضيت بذلك، وفعلته معه مدة إلى أن يسر الله لي ما اشتريت به الرق، وقويت به على طلب العلم.
وكان أبو العرب شاعرًا، أنشد له ابنه تميم:
إذا ولى الصديق لغير عذر … فزاد الله خلته انقطاعًا
إلى يوم التناد بلا رجوع … فإن رام الرجوع فلا استطاعًا
إذا ولى أخوك فول عنه … وزده وراء ما ولاك باعًا
وناد وراءه يا رب تمم … ولا تجعل لفرقته اجتماعًا
وله:
ضعفت حيلتى وقل اصطباري … والى الله أشتكى كل ما بي
وهن العظم بعد أن كان صلبًا … وفقدت الشباب أي شباب