للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن نوادر أخباره ما ذكره ابن عفيف [١] في كتاب الاحتفال، قال: جاءت إلى القاضي ابن أبي عيسى من باديته دجاج، وعلى بابه السفيه المعتوه المعروف با بن شمس الضحى، وكان في ولاية القضاة من صغره إلى أن مات، وكان مملولا. وكان من شأنه مواظبة ديار [٢] القضاة شاكيا بأوصيائه، فلما رأى الدجاج قال: ياقاض! أعطني دجاجة منهن، لا بد والله أن تعطيني.

وكان لا يقدر على رده احد، وإلا جاء [٣] من حمقه بالعجب العجاب، فأمر فأعطى دجاجة منها، فمضى بها فاخرا بعطية القاضي، إلى أن اجتاز بدرب أبى زيد - قرب الجامع، فإذا برجل [٤] من بني أبي زيد متفقه، هناك جالس بباب داره، فقال للمعتوه: من أين لك هذه؟

قال: اعطانيها الساعة القاضي.

فأمكنت الزيدي النادرة [٥]، وأخذها من يده وجسها [٦]، وقال له: خدعك القاضي، أعطاكها مقريلة [٧]- أي مهزولة بلغة عجم الأندلس، فانصرف عاجلا وقل له: أنها مقريلة وكان القاضي يلقب مقريلة [٧]- فأبدلها لي بسمينة [٨].

فهاج حمق المعتوه، ومضى على أدراجه إلى القاضي - وهو في جماعة، فقال له [٩]: يا قاض! هذه الدجاجة التي أعطيتني مقريلة [١٠]، فأبدلها لي بسمينة [١١].


[١] ابن عفيف، أ م، أبو عفيف، ط.
[٢] ديار: ط. دور: أ - م.
[٣] وإلا جاء: أط. الا جاءه: م.
[٤] برجل، أ م رجل، ط.
[٥] النادرة: أط، المبادرة: م.
[٦] وجسها، ط م، فجسها: أ.
[٧] مقريلة: ط. مقربلة: م. مقرينة: أ. الأولى. م - أط.
[٨] بسمينة: أ ط، سمينة: م.
[٩] له: أ ط - م، جالس: ط - أ م.
[١٠] مقريلة، ط. مقرينة: أ. مغريلة: م.
[١١] بسمينة: أ ط، سمينة: م.