للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال له الفقيه: أعقد الآن شهادتى كما أديتها، ثم اصنع ما بدا لك.

فقال: لا والله يا سيدى لا أفعل، لأنى اذا عقدتها وجب على الأخذ بها، وان لم أعقدها دفع الله عن المشهود عليه بأسها.

فغضب الفقيه، وقال له: يا أبا الجعد! ما هذا خلق تبقى به لنفسك صديقا، لو تركته لكان أزين لك.

فقال له أسلم: لست والله أدع طبعى حتى تدع أنت طبعك في شهادة الزور.

ودخل عليه فقيهان مشهوران لأداء شهادة، فلما أخذا مجلسهما، ابتدرهما وقال: القوا ما أنتم ملقون.

فاتهما أنفسهما، وتوقفا عن أدائها.

وحكى ابن حارث، أن ابن معاذ وأبا صالح، أتياه يوما، فلما أخذا مجلسهما نظر اليهما أسلم، فقال: القوا ما أنتم ملقون.

فأبهتهما.

ودخل عليه محمد بن الوليد يوما فكلمه في شيء فقال له أسلم: سمعنا وعصينا.

فقال له ابن الوليد: ونحن قلنا واحتسبنا.

وأتاه في بعض مجالسه شهود، بعضهم من أهل المدينة * بقرطبة، وبعضهم من أهل شبلار (٦٤٥) من الربض الشرقي، يشهدون في ترشيد امرأة من الربض الغربي، فلما أخذوا مجالسهم وأعلمه الوكيل بالبينة، فتح أسلم باب الخوخة التي في المجلس الذي يجلس فيه بدهليزه، ونادى بأعلى صوته الى من بخارجه: أيها الناس! اجتمعوا.

فاجتمع من حضر بابه، فقال: اسمعوا عجبا، لله در القائل حيث يقول:


(٦٤٥) م: سلا - أ: شبلار - ط: غير واضحة.