والعبادة والتواضع. سريع الدمعة، رفيق الطالب. أخذ الناس عنه من سنة ثلاثين وثلاثماية، الى سنة تسع وخمسين. ثم منع السماع، ورعاً لما دخله من السنين. وكان الجبنياني يحبه، ويثني عليه ويعظمه. وقال الجبنياني للقابسي: أو ليس عندكم أبو الحسن الدباغ؟ وددت لو أن وسادتي في عتبة باب أبي الحسن الدباغ. ما يكلمه أحد إلا احمر لونه، ولقد كان أحيا من الأبْكار. وقدم رجل من أهل الشرق، فسمع الناس يقولن: أبو الحسن الدباغ الفقيه، وأبو إسحاق السبائي العابد. فقال لهم: بل العابد أبو الحسن، والعالم البحر أبو إسحاق. قال أبو إسحاق: كان يخيل إليّ أن صاحب الشمال، لا يكتب عن أبي الحسن لطهارة قلبه، وعفة بطنه. وكان من أهل التحقيق في معاني الولايات.
[ذكر أخباره وفضائله رحمه الله تعالى]
كان أبو الحسن قد ورث مالاً حلالاً. فأقام نفسه فيه مقام الفقراء، وأسوتهم. وكان يصرف في كل شهر أربعة دنانير، اثنين لصدقته، واثنين لنفقته. قال ابن الخلاف: وكان أصابه آخر عمره، بلغم منعه القيام على قدميه. فكان يحمل لحاجته، أو يزحف. فإذا جاءت الصلاة. أخذ بيده فاستوى قائماً وصلى، وأتم