للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيه يقول أحمد بن عبد ربه:

جادت لك الدنيا بنعمة عيشها … وكفاك منها مثل زاد الراكب

وذكر بعض طلبته، أنهم كانوا في السماع عند ابن وضاح، في غرفة له، فدخل عليه رجل، فقال له: حضرت الآن فأصابت الصبي ابنك العجلة، ومشت عليه.

فلم يكثرت لذلك، وأقبل على ما كان فيه من إمساك كتابه، وأمر القارئ أن يتمادى على قراءته.

فما لبث أن دخل آخر، فقال: أبشر أبا عبد الله، سلم الصبي، إنما أصابت العجلة ثوبه، فسقط، وجازته ولم تضره.

فقال: الحمد لله، قد أيقنت بذلك، لأنى قد رأيت الصبي قد ناول اليوم مسكينا * كسرة، فعلمت أنه لا يصيبه بلاء في هذا النهار، للحديث: (إن الله يدفع عن العبد الميتة السوء بالصدقة يتصدق بها).

قال وهب بن مسرة: لما ودعت محمد بن وضاح، قلت: أوصنى.

فقال: أوصيك بتقوى الله تعالى، وبر الوالدين، وحزبك من القرآن، فلا تنسه، وفر من الناس، فإن الحسد من اثنين، والنميمة من اثنين، والواحد من هذا سليم.

وألف كتاب العباد، وكتاب المقطعان، ورسالة السنة، وكتاب الصلاة في المعلمين، وكتاب النظر إلى الله.

توفى ابن وضاح في المحرم، سنة سبع، وقيل في ذى الحجة سنة ست وثمانين ومائتين.

وولد سنة تسع وتسعين ومائة، وقيل سنة مائتين.

وكان قد شاخ وضعف آخر حاله، فدله الأطباء أن يروح نفسه، فكان يداعب ويضحك.