أحمد بن نزار. يكنى أبا جعفر. من الفقهاء العباد، المتبتلين الخائفين الورعين. روى عن حمديس القطان، وأحمد بن أبي سليمان، وفرات بن محمد، وسعيد بن أبي إسحاق، وموسى القطان، وابن حكمون، ومحمد بن عبادة، وأبي الغصن. حدث عنه الليث، والحسن بن سعيد الخراط، وأحمد بن سفيان الدراوردي. قال أبو محمد بن هبة الله: كان أبو ميسرة، من متعبدي شيوخ القيروان، المشهورين بالعبادة منهم. قال أبو عبد الله الخراط: كان رجلاً صالحاً مأموناً ثقة، خيراً فقيهاً حسن الاتباع، لا يخالف في فتواه ابن القاسم، مجانباً لأهل الأهواء، كثير الصلاة والذكر. عرض عليه قضاء إفريقية فامتنع. وكانت كتبه بغير خطه. قليل الضبط، لضعف بصره. وكان علماء وقته: أبو بكر اللباد، وغيره، يعظمونه. وذكر أنه كانت له ختمة كل ليلة في محرابه. وكان قد عمي آخر عمره. فلم يعرف بذلك أحد، حتى اجتمع شيوخ القيروان للخروج مع أبي يزيد، على بني عبيد. فأعلم بعذره. فحينئذ علم عماه وأخرج ابنه معهم، وسُمع، وهو يقول: اللم أدخلني في شفاعة السود. رمي فيهم بحجر. وقيل إنه لم يعرف أنه عمي، حتى اعتذر بذلك إذ طلب للقضاء.