الجارود، ومأمون، وأبي الطاهر بن مهدي القاضي، ومحمد بن رمضان، وابن الأعرابي، والإيلي، وأبي عبد الله بن الربيع الجيزي، وأبي القاسم البغوي. رحمهم الله.
[ذكر عبادته وزهده وأخباره]
قال اللبيدي: أقام مسرة ستة عشر عاماً في دكان، في زاوية البيت، لا ينزل إلا لحاجة الإنسان، يتلو ويبكي ويتكلم بالحاجة إشارة. وكان في ابتداء أمره، يختم ختمة بالنهار، وأخرى بالليل، أقام على ذلك أربعين سنة، ثم ضعف. فكان يختم ختمة سائر ليله ونهاره. ولقد رأيته يوماً يقرأ ويبكي، وأن دموعه تجري على الأرض، وكان من الخائفين. وكان يسمع التعبير وربما تغير منه، فبكى. ويقيم أياماً لا ينتفع به. قال مسرة: كنت في شبيبتي أورق، فغلا الرق، فوقف بي هاتف فقال: أبا بكر، إذا غلت الرقوق يرخصها لك العلام الرفيق. ولما احتضر رحمه الله، ابتدأ القرآن، فانتهى في طه، الى قوله تعالى:" وعجِلتُ إليك ربّي لترضى ". ففاضت نفسه. قال اللبيدي: رأيت أبا إسحاق الجبنياني، ومسرة جالسين في جنازة، وعلى مسرة جبة صوف. فقال له الجبنياني: من أين لك هذه، يا أبا بكر؟ قال: من سوق المسلمين. فقال له أبو إسحاق: سبحان الله تشتري من السوق، وفيه تخليط،