فقال: كنت خائفًا أن أكون من البربر، لما جاء فيهم من الحديث، فأخبرني من يعلم، أنى لست منهم.
* * *
وكان البهلول جوادًا، فبلغنى أنه كان لا يحبس فوق خمسمائة درهم.
* * *
قال ابن الحداد. أخبرتنى أمى قالت: وجهت إلى البهلول وأنا طفلة، فلما رأني قال: تبارك الله، نزع بها الشبه، ثم وهب لي مائة درهم.
* * *
وقالت جاريته: أقمت مع البهلول ثلاثين سنة، فما رأيته نزع ثوبه قط عن جسده، ولا رأيته مصليًا نافلة قط. كان يأتي فيرقدني كما ترقد الأم ابنها، ثم يدخل المستراح، فيتهيأ للصلاة، ثم يصعد لغرفته فيغلقها عليه، ولا أدرى أحى هو أو ميت، غير أني ربما كنت أسمع سقطته في آخر الليل، فأظن أنه استثقل نومًا فسقط.
* * *
وذكر أنه كان عنده شاب يطلب، ثم أقبل على المجانة، فبلغ ذلك البهلول، فساءه، فبينما هو يومًا جالس إذ خطر به الشاب، وتحته طنبور، فعرف ذلك البهلول، فتأمله، ثم قال: لعله ذهب ليكسره؛
فلما كان بعد ذلك، ذهب البهلول (١٤٢) إلى داره، فاستدعاه، فسلم عليه، وسأله عن الذي شغله عنه، وأقبل يعظه، حتى رجع الفتى إلى الخير، وترك ما كان عليه، ولازم البهلول ونفعه الله به، فكان له شأن.
* * *
(١٤٢) سقط من نسخة م قوله: "فتأمله، ثم قال: لعله ذهب ليكسره، فلما كان بعد ذلك، ذهب البهلول".