ومرت امرأتان به وهو يتفلى، فقالت إحداهما للأخرى: هذا بهلول!
فقالت: لأن تسمع بالمعيدى خير من أن تراه!
فقال البهلول: هذه عرفتني؛
* * *
وقال له رجل يوما: يا مراء!
فقال له البهلول: قد أخبرتها بذلك، يعنى نفسه، فأبت على ولم تقبل، فاجتمع عليها شهادتك وعلمى.
* * *
وكان عند البهلول طعام فغلا السعر، فباعه ثم أمر أن يشترى له ربع نصف قفيز، فقيل له في ذلك، فقال: نفرح إذا فرح الناس، ونحزن إذا حزنوا.
* * *
قال جماعة: إن البهلول مضى مرة يريد الجامع، فلما حاذى قصر الإمارة إذا خدم السلطان قد خرجوا من المطبخ يحملون القدور؛ فقالوا له: تقدم، ووضعوا لوحًا عليه قدور على رأسه؛ فلما رآه الناس قاموا من كل ناحية، فأرادوا البطش بهم، فاعتذروا بأنهم لم يعرفوه؛
فقال: أنا فعلته بنفسي، ولا ينبغي لمؤمن أن يذل نفسه، فكان بعد لا ينصرف إلا بثياب حسنة.
* * *
قال بعضهم: رأيت البهلول منصرفًا إلى داره وعليه قلنسوة خز، وساج طرازي، وقميص تسترى، ونعل طائفي.
* * *
قال عون: صنع البهلول طعامًا وأحضر له جماعة من أصحابه، فقالوا له: لم صنعته لغير سبب؟